*دلوعة من العسل مصنوعة* **المديرة**
عدد المساهمات : 303 النقاط : 123968 السمعة : 4 تاريخ التسجيل : 20/05/2010 العمر : 28 الموقع : hadosh.yoo7.com
| موضوع: خطر احلام اليقظة الإثنين ديسمبر 20, 2010 9:56 pm | |
| قرأت عبير عن الحب كثيرا ، كانت تعيش الحب من خلال الروايات التي تقرأها و الأفلام الرومنسية التي تحضرها ، تتقمص شخصية البطلة في الفيلم و في الرواية ، تبني لها بطلا من محض خيالها تعيش معه لحظات الحب و مشاعر المحبين . كم كانت تتمنى أن يتحول هذا الخيال إلى حقيقة كم كانت تتمنى أن تقابل فارس أحلامها على أرض الواقع و ليس على أرض الأحلام
حتى جاء هذا اليوم ... كانت عائدة من مدرستها إلى منزلها برفقة صديقتها غادة ، كما جرت العادة ، حتى توقفت سيارة أمامها و خرج منها شاب وسيم أنيق و جذاب ، سلم عيهما و اقترب من صديقتها بطريقة مرحة وإبتساماته و ضحكاته لا تنطفئ . شعرت أن هذه الضحكات تداعب قلبها و تتسلل إلى روحها ، حتى عرّفتها صديقتها عليه بعد أن شاركت أخاها دوامة ضحكاته و نسيت أنا صديقتها تقف بجوارها . إذن هو أخوها !! كم كانت فرحة بهذه القرابة ، لقد كانت تخشى أن يكون حبيبها ، كانت وقتها ستشعر ببعض الحزن تتسلل إلى روحها . جذب أخته لتركب السيارة ولم يهتم بشأن صديقتها ، حتى أمسكت غادة بيد عبير و أصرت أن تركب معها ، أوصلها الشاب إلى منزلها ثم انطلق بعيدا .
ومنذ ذلك اليوم أصبح ( عصام ) هو بطل أحلامها وفارسها ، لم تعد بحاجة إلى قراءة الروايات و مشاهدة الأفلام ، إنها بحاجة فقط لرؤيته . وطّدت علاقتها مع صديقتها غادة حتى أصبحت تزورها بالبيت ، وتجلس مع العائلة ، وتجتمع مع عصام ، بدأ عصام يشعر باهتمامها به و وبإختلاس نظراتها إليه . أما عصام فشأنه شأن كل شاب حاول أن يتقرب منها بعدما لاحظ إهتمامها به و بدأ يلاطفها بحديثه ، حتى بدأ بعد مدة من الزمن يعجب بها و بشخصيتها بعد أن عرفها
توطدت العلاقة بينهم و جمعهما حبا عفيفا طاهرا ، لقد أحبها عصام و لهاذا كان حريصا على الحفاظ على طهارة هذه العلاقة ، لم يحاول أن يدنسها ويلوثها بتصرفاته ، كانت تعلم مدى حبه لها ، وكانت تبادله هذا الحب ، لكنها كانت تحتفظ فيه لنفسها ، كانت تبادله الحب من خلال أحلامها ، وتعبر عن سعادتها و فرحتها بهذا الحب فقط في حلمها ، كانت دوما تتخيل أنه يغرقها بنظراته المليئة بالحب ، وكيف أنها تشعر بدفء أنامله، تحلم أنه ينتظرها كل يوم أمام باب المدرسة يحمل بين يديه وردة حمراء يشمها و يضمها ، تحلم أنه يغني لها دائما ، كان صوته عذبا جميلا أقرب للهمس ، يحمل من المشاعر ما يجعلها تبتعد عن هذه الأرض لتحلق في الفضاء . كان و ما زال حلما .
فاجأها أحد الأيام حين كانت في زيارة لهم ، كيف استغل فرصة الخلوة التي جمعت بينهما و قام من مكانه وجلس إلى جانبها ليخرج وردة كان قد خبأها خلف ظهره دون أن تلاحظ . قدم لها الوردة وهو يتأملها بنظراته ، كانت عيناه تنطقان حبا ، أخذت عبير منه الوردة و ابتسمت له و شعرت ببعض الحرج من نظراته لماذا ؟ هذا ما كانت تحلم به هذا هو الحلم الذي كنت أتمنى أن أعيشه على أرض الواقع ، لكني لا أشعر بنفس السعادة التي شعرت بها و أنا أعيش هذه التفاصيل في الحلم ، كنت من خلال حلمي أشعر بسعادة أكبر من أن يتحملها قلبي الصغير وأنا أرى نظرات الحب في عينيه ، أما الآن فأنا أشعر بالحرج ، أشعر بالضيق من نظراته التي تخترق تفاصيل وجهي ، كم أتمنى أن يرفع عيناه عني . تنفست الصعداء حين دخلت صديقتها غادة الغرفة كي تنقذها من هذا الموقف .
توالت الأيام والحب يملأ عصام ، وعبير تزداد له حبا لكن من خلال أحلامها ، كانت تحبه أكثر في حلمها . بدأت تعيش صراع كان يزداد يوما بعد يوم وهي تقارن سعادتها التي تعيشها من خلال حلمها مع سعادتها الواقعية التي كانت لا ترضيها ولا تشعر إلا بالقليل منها .
كانت من خلال حلمها تبدو أكثر مرحا و أكثر نشاطا و حيوية ، تقفز و تركض و تطير و تتعالى ضحكاتها ، لا تنضب ولا تتوقف وهي تعيش سعادة الحب مع عصام . أما حين تقابل عصام تجد نفسها أكثر هدوءا و أكثر إتزانا . أين الجنون الذي كانت تعيشه مع عصام في حلمها ؟ لماذا تشعر حين تقابله على أرض الواقع بقيد يقيد جنونها ؟ لماذا لا تستطيع أن تعيش سعادة الحب و جنونه على أرض الواقع ؟ لماذا لا أقفز الآن ؟ لماذا لا أطير ؟ لماذا لا أصرخ معلنة حالة الجنون ؟ لكن قيدها كان أشد من أن تحرر منه
بدأت هذه المقارنات و الفروقات تزعجها و تنغص عليها سعادتها ، وازداد الصراع داخلها . أما عصام فكان يحبها كما هي ، كان يحب هدوءها و إتزانها و عقلها الواعي و فكرها المتقدم ، كان يحب عبير اللطيفة الناعمة الخجولة . أما هي فلم تكن تحب عبير التي يراها عصام ، كانت تحب عبير التي في الحلم ، لم تكن تشعر بالرضا عن نفسها ، وبدأت ثقتها بنفسها تهتز ، إنها تريد عبير التي بالحلم ، وعصام يريد عبير التي يعرفها . فأي عبير يجب أن تختار ؟ هل ترضي نفسها أم ترضي عصام ؟ لكن لما لا ترضي الإثنين ؟ لكن كيف وهي لا تحب عبير بشخصيتها الحقيقية ؟ ربما لو رآني عصام بالحلم لأحبني أكثر ، لكني أجد نفسي غير قادرة على تقمص شخصيتي التي أعيشها بالحلم ، أشعر بتصنع و تكلف يتعبني حين أصطنع الحيوية و السعادة الجنونية . ماذا أفعل ؟ كيف أنهي هذا الصراع الذي أقلق ليلي ؟ هل أتخلص من أحلامي حتى أنهي هذا الصراع ؟ لكن لماذا أنهيها و أتخلص منها إن كانت هذه الأحلام هي مصدر سعادتي ؟ أيها أهم سعادتي أم إرضاء عصام ؟ هل أنهي علاقتي بعصام حتى أعود و أعيش سعادة أحلامي ؟ حاولت أن أجمع بينهما لكنني لم أستطع ، كانت الفروقات مزعجة حتى باتت تنغص علي أحلامي و تنغص علي حياتي لكن إن كنت يجب أن أختار فمن سأختار ؟ هل أختار سعادتي التي أعيشها في أحلامي ؟ أم أختار عصام ؟ نعم ، سأختار سعادتي و سأصنع عصام في أحلامي . __________________
| |
|